يجب ألا ينظر لعملية التخطيط والبرمجة لأعمال التشييد كأحد الألغاز المحيرة في الحياة وإنما ينبغي أن ينظر إليها كتطبيق للفطرة السليمة وتحليل منطقي للمشروع ومكوناته ومعرفة متعمقة بأساليب التشييد والمواد والممارسات المختلفة.
فعملية التخطيط ببساطة عملية تأمل فيما يجب فعله، يقف عندها الشخص قبل البدء في التنفيذ الفعلي للبرامج ولا بد أن تنطوي عملية التخطيط على إجابات للأسئلة الأولية التالية :
ولكل من هذه الموضوعات المذكورة أهمية قصوى فيما يتعلق بالتخطيط للمشروع ويمكن أن تبدأ علمية التخطيط الحقيقية للمشروع بعد تحديد القيود والضوابط المختلفة ويمكن أن تقسم المشاريع الكبيرة إلى مراحل منفصلة وقد يكون مسئولا عن هذه المراحل المختلفة في بعض الحالات مقاول عام واحد. بعد أن يكون قد تم التخطيط لتلك المراحل بطريقة تتابعية معينة وفي حالات أخرى يمكن أن يبدأ العمل في جزء من الاعمال حتى وقبل اكتمال جميع إعمال التصاميم ويمكن للمقاول استخدام هذه الطريقة بدخوله في عقد تشييد مرحلي : ( طريقة التنفيذ السريع ) حيث إنه بمجرد الانتهاء من تصميم مرحلة لمعينة من المشروع يسرع مباشرة في التعاقد على تنفيذها.
بعد الانتهاء من الإجابة على الأسئلة السابقة، يتم تحديد وترتيب عمليات المشروع في مخطط شبكي كمخطط المسار الحرج، ثم يضاف إلى ذلك جداول كميات الأعمال وتقديرات التكاليف المختلفة وبهذا نحصل على خطة واضحة ممكنة التطبيق، تلك الخطة هي التي يمكننا اعتبارها نظام فرعي بشكل جزء ” من نظام إدارة المشروع. وهذه الخطة تعتبر خطة أولية، يقوم المخطط بتحليلها وتكرار تحليلها في كل مرحلة من مراحل بناء نظام المشروع حتى يصل إلى تطوير أفضل الحلول الممكنة، ويتوقف ذلك على استمرار تدفق المعلومات التي تشكل مدخلات الخطة، مثل التصاميم المعمارية والإنشائية والمواصفات والتعليمات المفسرة من المالك أو المستشار أو الخبراء المختصين في ما يتعلق بالموارد المتاحة وطرق الإنشاء الممكنة والمواد والعمالة والتمويل، أما المخرجات المطلوبة فهي خطة مجدولة لتنفيذ المشروع ضمن التكاليف المحددة والزمن المحدد والجودة المطلوبة، وبالطبع فإن الخطط المهلهلة تعطي مخرجات أيضاً ولكنها مخيبة للآمال غالباً، كالهدر والتأخير والتجاوزات والحوادث والمفاجآت القاسية.
ويجدر بالذكر أن المخطط خلال تطويره للخطة يكون محكوماً بالتسلسل المنطقي لعمليات المشروع، فلا يمكنه اقتراح تشغيل مضخة قبل توصيلها بشبكة الأنابيب الملحقة بها، كما أنها محكوم لظروف مختلفة تتحكم في الخطة مثل حدود الموارد المتاحة والحدود القصوى لفترة المشروع وطرق الإنشاء المتاحة فالظروف التي تحكم المهندس الذي يخطط لتنفيذ مشروعه باستخدام الخلاطات المركزية ومضخات الخرسانة، غير الظروف التي تحكم مهندساً ” آخر ينفذ مشروعه بالخلط اليدوي والنقل بالتنك على السقائل !